سورة الأحزاب - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


{وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)}
13- واذكر حين قالت طائفة من المنافقين وضعاف العزائم: يا أهل المدينة، لا وجه لبقائكم هنا في معركة خاسرة، فارجعوا إلى منازلكم. ويستأذن فريق منهم الرسول في الرجوع إلى المدينة، ويقولون إن بيوتنا غير محصنة، ولا بد لنا من الرجوع لحراستها، وما كانت بيوتهم معرضة كما يقولون، وما يريدون إلا الفرار من المعركة بهذا العذر الكاذب.
14- ولو دخلت الأحزاب عليهم المدينة من كل جوانبها، ثم طلب منهم أن يعلنوا رجوعهم عن الإسلام ويقاتلوا المسلمين لاستجابوا لما طلب منهم، وما انتظروا في ذلك إلا وقتاً قصيراً.
15- ولقد كان هؤلاء الفارون من ميدان القتال عاهدوا الله- من قبل هذه الغزوة- أن يثبتوا في القتال مع الرسول ولا يفروا. وكان عهد الله مسئولا عن صاحبه، يجب عليه الوفاء به.
16- قل لهم: لن ينفعكم الهرب إن هربتم من الموت أو القتل وقد حضر أجلكم، وإذا لم يحضر وبقيتم لا تُمَتَّعُون في الدنيا إلا مدة أعماركم، وهى قليلة.
17- قل لهؤلاء المترددين: من ذا الذي يجيركم من الله إن أراد بكم شرا، أو يمنع الخير عنكم إن أراد بكم رحمة؟ ولا يجدون لهم من دون الله مجيراً ولا مغيثا.
18- إن الله يعلم المثبطين منكم والذين يقولون لإخوانهم: انضموا إلينا، ولا يأتون شدة الحرب إلا إتياناً قليلاً.


{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
19- حُرَصاء عليكم في الظاهر حيث لا خوف، فإذا جاء الخوف من قبل العدو أو من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم حائرة، كحال المغشى عليه من سكرات الموت، فإذا ذهب الخوف بالغوا في ذمكم وشتمكم بألسنة قاطعة، بخلاء بكل خير. أولئك لم يؤمنوا بقلوبهم وإن أعلنوا إسلامهم فأبطل الله أعمالهم بإضمارهم الكفر، وكان ذلك الإحباط أمرا هينا على الله.
20- يظن هؤلاء المنافقون أن جيوش الكفار المتحزبة لا تزال مكانها تحاصر المدينة، وإن يأت الأحزاب كرة أخرى يَتَمَنَّ الجبناء أن لو كانوا يعيشون مع الأعراب في البوادى يتسقطون أخباركم، ولو ظل هؤلاء في معسكرهم ولم يفروا والتحم الجيشان ما قاتلوا معكم إلا قليلا للرياء والسمعة.
21- لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة لمن كان يرجو رحمة الله ونعيم اليوم الآخر، وذكر الله كثيراً في الخوف والرجاء والشدة والرخاء.
22- ولمَّا رأى المؤمنون الأحزاب المشركين قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله من قبل، فقد وعدنا بالشدائد ثم النصر، وصدق الله ورسوله، وما زادتهم هذه الشدائد إلا قوة إيمان بالله وحسن تسليم لقضائه.


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}
23- من هؤلاء المؤمنين رجال عاهدوا الله على الثبات في القتال مع الرسول فوفوا بما عاهدوا، فمنهم من نال شرف الاستشهاد، ومنهم من بقى حيا ينتظر أن ينال هذا الشرف، وما بدلوا عهد الله الذي قطعوه على أنفسهم، ولا غيروا شيئاً منه.
24- ليجزى الله المؤمنين الصادقين بصدقهم في إيمانهم ووفائهم بعهدهم، ويعذب المنافقين- إن شاء- أو يوفق المستعد منهم إلى التوبة، إن الله كان غفوراً بقبول التوبة. رحيما بالعفو عن المعصية.
25- وردَّ الله الكفار المتحزبين على الرسول ممتلئة قلوبهم بالغيظ لم ينالوا خيرا من نصر أو غنيمة، وكفى الله المؤمنين مشقة قتالهم بما سلطه عليهم من الريح والملائكة، وكان الله قويا على تنفيذ ما يريد، عزيزا لا يغلبه غالب.
26- وأنزل الله الذين عاونوا الأحزاب من أهل الكتاب- وهم يهود بنى قريظة- من قلاعهم التي يتحصنون بها، وألقى في قلوبهم الرعب. فريقاً تقتلون- وهم الرجال- وتأسرون فريقا آخر وهو النساء والذرارى.
27- وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطأها أقدامكم من قبل، وكان الله- سبحانه- قديراً على تنفيذ كل شيء يريد.
28- يا أيها النبى: قل لأزواجك- ناصحاً لهن-: إن كنتن تردن الحياة الدنيا ومتعتها فأقبلن أدفع إليكن ما يُخفف وحشة الطلاق، فيكون متعة لَكُنَّ، وأطلقكن طلاقاً لا إساءة معه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5